اللجوء إلى فنلندا حلم يراود الكثير من الأشخاص الهاربين من الحروب أو الاضطهاد السياسي أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ومع أن فنلندا تُعرف بنظامها الإنساني المتطور وارتفاع مستوى المعيشة، إلا أن تجربة اللجوء هناك ليست مثالية دائمًا، في هذا المقال، نستعرض لك عيوب اللجوء في فنلندا بشكل شامل، لنساعدك على اتخاذ قرار واعٍ مبني على الواقع وليس فقط على التوقعات أو الإشاعات.
النقاط التي سوف نتناولها:
عيوب اللجوء في فنلندا
اللجوء في فنلندا، رغم ما تقدمه من نظام إنساني متطور، يحمل بعض العيوب التي قد تؤثر على تجربة اللاجئين. من أبرز هذه العيوب صعوبة تعلم اللغة الفنلندية، حيث تُعد من أصعب اللغات في أوروبا، ما يعوق الاندماج الاجتماعي والمهني.
كما أن سوق العمل في فنلندا مشبع بالمنافسة، ويتطلب غالبًا خبرة محلية وشهادات معترف بها، مما يجعل من الصعب على اللاجئين الحصول على وظائف مناسبة.
إضافة إلى ذلك، يعاني الكثير من اللاجئين من التحديات النفسية بسبب الطقس القاسي، خصوصًا في فترات الشتاء الطويلة والمظلمة. علاوة على ذلك، قد يواجه بعض اللاجئين صعوبة في التأقلم مع الثقافة الفنلندية المغلقة، مما يخلق شعورًا بالعزلة الاجتماعية ومن ابرز عيوب اللجوء في فنلندا ما يايلي:
1. صعوبة تعلم اللغة الفنلندية
تُعد اللغة الفنلندية من أصعب اللغات الأوروبية، فهي تختلف جذريًا عن اللغات السامية أو اللاتينية التي يتحدث بها العديد من اللاجئين. ورغم وجود دورات تعليمية للمبتدئين، فإن تعلم اللغة إلى مستوى يسمح بالعمل أو الدراسة يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا. هذا الحاجز اللغوي يؤدي إلى بطء في الاندماج، وصعوبة في التواصل مع المجتمع المحلي، وتأخر في فرص العمل والتعليم.
إقرأ أيضا:الهجرة الى فرنسا عن طريق عقد عمل: دليلك الشامل للحصول على وظيفة وإقامة قانونية2. صعوبة الحصول على عمل
حتى بعد تعلم اللغة، فإن سوق العمل في فنلندا شديد التنافسية. كثير من الوظائف تتطلب خبرة محلية وشهادات معترف بها من المؤسسات الفنلندية، مما يشكل تحديًا كبيرًا للاجئ حديث الوصول. إضافة إلى ذلك، يواجه بعض اللاجئين تمييزًا غير مباشر، خاصة إذا كانوا لا يحملون مهارات نادرة أو يتحدثون اللغة بطلاقة.
3. الطقس القاسي وقلة ضوء الشمس
الطقس في فنلندا أحد أكثر العوامل التي تُسبب صدمة للاجئين. الشتاء طويل جدًا ودرجات الحرارة قد تصل إلى ما دون -30 درجة مئوية، مع ساعات نهار قصيرة لا تتجاوز الأربع ساعات في بعض المناطق. كثير من اللاجئين يصابون بحالة من الكآبة أو ما يُعرف بـ”اكتئاب الشتاء” نتيجة قلة الشمس والبرودة الشديدة، خاصة إن كانوا من دول ذات مناخ معتدل أو حار.
4. صدمة ثقافية وصعوبة الاندماج
فنلندا مجتمع هادئ ومنغلق نسبيًا، مما يصعّب على اللاجئ بناء علاقات اجتماعية أو تكوين صداقات. العادات والتقاليد تختلف كثيرًا عن الدول العربية أو الإفريقية، وقد يشعر اللاجئ بالعزلة والاغتراب. كما أن المجتمع الفنلندي يُقدّر الخصوصية كثيرًا، مما يجعل الاحتكاك مع السكان المحليين محدودًا، حتى في أماكن الدراسة والعمل.
5. البيروقراطية وطول إجراءات اللجوء
إقرأ أيضا:شروط لم شمل الزوجة في ألمانيا: دليل شامل للإجراءات والمتطلبات خطوة بخطوةرغم أن فنلندا تُعرف بتنظيمها الإداري، فإن إجراءات اللجوء قد تأخذ وقتًا طويلًا، حيث ينتظر بعض اللاجئين أكثر من عام للحصول على قرار نهائي. خلال هذه الفترة، يكون اللاجئ في وضع قانوني غير واضح، ومحدود الحقوق، ويعاني من التوتر وعدم الاستقرار. كما أن تقديم الطعون في حال رفض الطلب يتطلب جهدًا قانونيًا ومالياً قد لا يكون متاحًا للجميع.
6. انخفاض المساعدات المالية مقارنة بتكاليف المعيشة
المساعدات المالية التي تقدمها الدولة للاجئين تُعد محدودة جدًا مقارنة بتكاليف المعيشة المرتفعة في فنلندا. فالإيجارات مرتفعة، وأسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية مرتفعة أيضًا، مما يجعل المساعدات بالكاد تغطي الحاجات الأساسية. ويجد الكثير من اللاجئين أنفسهم مضطرين للعمل في وظائف مؤقتة أو البحث عن الجمعيات الخيرية لتغطية النقص.
7. النظرة المجتمعية للاجئين
رغم أن غالبية الشعب الفنلندي متسامح، إلا أن هناك بعض التحديات التي يواجهها اللاجئون، خصوصًا في القرى الصغيرة أو المناطق التي تقل فيها الجاليات الأجنبية. تنشط بعض الأحزاب اليمينية المعادية للهجرة، وتنتشر بعض الخطابات الإعلامية السلبية، ما يؤثر على تعامل بعض المواطنين مع اللاجئين. وقد يشعر البعض بالتمييز أو العزلة الاجتماعية نتيجة هذه النظرة.
إقرأ ايضاً: رواتب اللاجئين في فنلندا: كل ما تحتاج معرفته عن الدعم المالي وظروف المعيشة
إقرأ أيضا:شروط الدراسة في أمريكا للمغاربة: دليل شامل لقبول الجامعات والمنح الدراسية8. التحديات القانونية بعد الرفض
إذا رُفض طلب اللجوء، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا. غالبًا ما يُطلب من اللاجئ مغادرة البلاد خلال فترة قصيرة، وفي حال رفض المغادرة، قد يتم الترحيل القسري. إجراءات الطعن في قرارات الرفض صعبة وتتطلب محامين متخصصين ومصاريف قانونية. بعض اللاجئين يبقون في البلاد دون إقامة قانونية، وهو ما يعرضهم لمزيد من المشاكل والمعاناة.
9. نظام السكن في مراكز الاستقبال
يُقيم العديد من طالبي اللجوء في مراكز استقبال جماعية، وهي ليست الخيار الأمثل للعيش طويل الأمد. تفتقر بعض المراكز للخصوصية، وتكون بعيدة عن المدن الكبرى، مما يصعب على اللاجئ الوصول إلى فرص العمل أو التعلم أو حتى الاندماج المجتمعي. كما تختلف جودة هذه المراكز من مكان إلى آخر، وهناك شكاوى متكررة حول الاكتظاظ أو ضعف الخدمات في بعض المراكز.
اللجوء الإنساني في فنلندا
يُعتبر اللجوء الإنساني في فنلندا أحد الأشكال المعترف بها للحماية الدولية التي تُمنح للأشخاص الذين لا يستوفون شروط اللجوء السياسي، لكنهم يواجهون مخاطر حقيقية في حال عودتهم إلى بلدانهم، مثل التهديد بالعنف أو انتهاك حقوق الإنسان أو الكوارث الإنسانية.
تتعامل السلطات الفنلندية، وتحديدًا دائرة الهجرة (Migri)، بجدية مع طلبات اللجوء، وتخضع كل حالة لتقييم شامل يتضمن مقابلات شخصية وتحقيقات مفصلة حول خلفية المتقدم.
خلال فترة الانتظار، يحصل طالبو اللجوء على إقامة في مراكز استقبال توفر لهم المأوى والطعام والرعاية الطبية الأساسية، كما تُقدم الحكومة الفنلندية دورات تمهيدية لتعلم اللغة الفنلندية، إلى جانب معلومات عن المجتمع المحلي والنظام القانوني بهدف تسهيل الاندماج لاحقًا في حال قبول الطلب.
رغم أن العملية قد تستغرق شهورًا وربما سنوات، إلا أن فنلندا تُعرف بنهجها الإنساني المنظم واحترامها لمبادئ حقوق الإنسان.
تجربة اللاجئين في فنلندا
تتفاوت تجربة اللاجئين في فنلندا بحسب عوامل عديدة مثل اللغة، والخلفية التعليمية، والحالة النفسية، والدعم المجتمعي. في البداية، يواجه العديد من اللاجئين تحديات صعبة تتعلق بالطقس البارد والانغلاق الثقافي وصعوبة تعلم اللغة الفنلندية التي تُعد من أصعب اللغات الأوروبية، ما يؤثر على سرعة الاندماج في المجتمع.
مع ذلك، توفر الدولة الفنلندية عددًا من برامج الدعم المهمة، منها برامج الاندماج الرسمية التي تشمل دروس اللغة، والتوجيه المهني، وفرص التدريب والتعليم، إضافة إلى دعم مالي أساسي لتغطية احتياجاتهم خلال فترة الإقامة في مراكز الاستقبال.
وتحرص السلطات على ربط اللاجئين بخدمات الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، خاصة لأولئك الذين تعرضوا لصدمات الحرب أو التعذيب. كما تُمنح العائلات أولوية في برامج السكن والتعليم، وتُقدّم المساعدات الاجتماعية بشكل منظم يضمن كرامة الإنسان.
على الرغم من هذه الجهود، يظل التحدي الأكبر أمام اللاجئ هو إثبات نفسه في سوق العمل الفنلندي، الذي يتطلب غالبًا مهارات لغوية قوية وشهادات معترف بها. ومع مرور الوقت، يستطيع الكثير من اللاجئين بناء حياة مستقرة في فنلندا، بشرط توفر العزيمة الشخصية والدعم المؤسسي المتواصل.
الدعم الذي تقدمه الحكومة الفنلندية للاجئين
تقدّم الحكومة الفنلندية دعماً شاملاً ومنظماً للاجئين بهدف تأمين احتياجاتهم الأساسية وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمع. يبدأ هذا الدعم منذ لحظة تقديم طلب اللجوء، حيث يُمنح اللاجئون إقامة مؤقتة في مراكز استقبال توفر السكن، والطعام، والرعاية الصحية الأولية.
وتحرص دائرة الهجرة الفنلندية (Migri) على تقديم بدل نقدي شهري يُستخدم لتغطية المصاريف الشخصية، إضافة إلى خدمات الترجمة والمساعدة القانونية خلال إجراءات اللجوء.
بعد الحصول على الحماية، يدخل اللاجئ في برامج اندماج رسمية تشمل دورات لتعلم اللغة الفنلندية أو السويدية، وتعليم الثقافة والقوانين المحلية، بالإضافة إلى توجيه مهني يساعد في دخول سوق العمل.
كما توفّر الدولة فرصاً للتعليم المهني والعالي، ودعماً نفسياً واجتماعياً خاصاً للفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء وضحايا الصدمات. وتسعى البلديات، بالتعاون مع الدولة، إلى توفير سكن دائم للاجئين المعترف بهم.
وضمان حصول أبنائهم على التعليم والرعاية الصحية المجانية، مما يخلق بيئة آمنة ومحفزة للبدء بحياة جديدة في فنلندا.
الأسئلة الشائعة حول عيوب اللجوء في فنلندا
1. هل اللجوء في فنلندا مناسب للجميع؟
لا، اللجوء في فنلندا قد لا يكون مناسبًا للجميع، خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبة في تعلم اللغة الفنلندية أو الذين يحتاجون إلى فرص عمل سريعة، حيث قد تكون عملية الاندماج في المجتمع الفنلندي بطيئة وتحتاج إلى وقت وجهد كبير.
2. ما هي التحديات التي يواجهها اللاجئون في سوق العمل الفنلندي؟
يواجه اللاجئون صعوبة في العثور على وظائف لعدة أسباب، منها الحاجة إلى إتقان اللغة الفنلندية، التنافسية العالية في سوق العمل، ومتطلبات الخبرة المحلية. بعض اللاجئين قد يواجهون أيضًا تمييزًا في فرص العمل.
3. هل الطقس في فنلندا يشكل تحديًا للاجئين؟
نعم، الطقس في فنلندا قد يشكل تحديًا كبيرًا. الشتاء طويل جدًا وبارد، مع ساعات نهار قصيرة، مما يؤدي إلى الاكتئاب الشتوي لدى بعض اللاجئين الذين لم يعتادوا على المناخ القاسي.
4. هل يواجه اللاجئون صعوبة في الاندماج الاجتماعي في فنلندا؟
نعم، قد يواجه بعض اللاجئين صعوبة في الاندماج الاجتماعي بسبب اختلاف الثقافات والعادات، بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية الناجمة عن قلة التفاعل مع المجتمع المحلي، خاصة في المناطق الريفية.
5. هل توجد نظرة سلبية تجاه اللاجئين في فنلندا؟
على الرغم من أن فنلندا تعتبر من أكثر الدول تسامحًا، إلا أن بعض اللاجئين قد يواجهون نظرة سلبية أو تمييزًا غير مباشر من بعض الأفراد أو الجماعات، خاصة في المناطق الأقل تنوعًا ثقافيًا.
6. هل تُمنح المساعدات المالية للاجئين في فنلندا كافية لتغطية تكاليف الحياة؟
لا، المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة الفنلندية للاجئين غالبًا ما تكون غير كافية لتغطية تكاليف الحياة، خاصة في المدن الكبرى حيث تكون تكاليف الإيجار والمستلزمات الأساسية مرتفعة.
7. كم من الوقت يستغرق الحصول على قرار اللجوء في فنلندا؟
قد تستغرق عملية اتخاذ قرار اللجوء في فنلندا عدة أشهر، وأحيانًا أكثر من سنة، مما قد يؤدي إلى شعور بالقلق وعدم الاستقرار لدى اللاجئين أثناء انتظارهم للقرار النهائي.
8. ما هي المشاكل القانونية التي قد يواجهها اللاجئون في فنلندا؟
في حال رفض طلب اللجوء، قد يواجه اللاجئ مشاكل قانونية مثل الترحيل القسري أو صعوبة في الطعن في القرار، مما يزيد من تعقيد وضعه القانوني.
9. هل الحياة في فنلندا صعبة للاجئين؟
نعم، هناك تحديات كبيرة خاصة في الأشهر والسنوات الأولى تتعلق باللغة والعمل والاندماج.
10. هل تُمنح مساعدات مالية جيدة للاجئين؟
المساعدات متواضعة نسبيًا ولا تكفي لتغطية كل النفقات، خاصة في المدن الكبرى.
11. هل يوجد تمييز ضد اللاجئين؟
قد يواجه بعض اللاجئين مواقف عنصرية فردية أو صعوبات في القبول المجتمعي، خصوصًا في المناطق الريفية.
في الختام، رغم أن فنلندا تقدم نظام لجوء إنساني منظم، إلا أن عيوب اللجوء في فنلندا لا يمكن تجاهلها. التحديات اللغوية، وصعوبة الاندماج، وضعف فرص العمل، والطقس القاسي، كلها عوامل تجعل من تجربة اللجوء هناك أمرًا معقدًا ويتطلب تخطيطًا دقيقًا. قبل أن تتخذ قرارك بطلب اللجوء إلى فنلندا، تأكد من أنك مستعد نفسيًا وماديًا لهذه التحديات، وابحث عن مصادر الدعم والمعلومات الموثوقة لتضمن بداية صحيحة وآمنة.
